قال القاضي أبو محمد : وهي لغة في ظلة، وقرأ حمزة والكسائي " في ظلل " وهي جمع ظلة وهي قراءة طلحة وعبد الله وأبي عبد الرحمن، وهذه عبارة عن الملابس والمراتب من الحجال والستور ونحوها من الأشياء التي تظل، وهي زينة، و﴿ الأرائك ﴾ السرر المفروشة، قال بعض الناس : من شروطها أن تكون عليها حجلة وإلا فليست بأريكة، وبذلك قيدها ابن عباس ومجاهد والحسن وعكرمة، وقال بعضهم : الأريكة السرير كان عليه حجلة أو لم يكن، وقوله تعالى :﴿ ولهم ما يدعون ﴾ بمنزلة ما يتمنون قال أبو عبيدة : العرب تقول : ادع علي ما شئت بمعنى تمن علي، وتقول : فلان فيما ادعى أي فيما دعى به لأنه افتعل من دعا يدعو وأصل هذا يدتعيون نقلت حركة الياء إلى العين وحذفت الياء لاجتماعها مع الواو الساكنة فصار يدتعون قلبت التاء دالاً فأدغمت الدال فيها وخصت الدال بالبقاء دون التاء لأنها حرف جلد، والتاء حرف همس.
قال الرماني : المعنى أن من ادعى شيئاً فهو له لأنهم قد هذبت طباعهم فلا يدعون إلا ما يحسن منهم، وقوله تعالى :﴿ سلام ﴾ قيل : هي صفة لما أي مسلم لهم وخالص، وقيل : هو ابتداء، وقيل ؛ هو خبر ابتداء، وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب وعيسى الثقفي والغنوي " سلاماً " بالنصب على المصدر، وقرأ محمد بن كعب القرطبي " سلم " وهو بمعنى سلام، و﴿ قولاً ﴾ نصب على المصدر وقوله تعالى :﴿ وامتازوا اليوم ﴾ الآية فيه حذف تقديره ونقول للكفرة وهذه معادلة لقوله لأصحاب الجنة ﴿ سلام ﴾، ﴿ وامتازوا ﴾ معناه انفصلوا وانحازوا لأن العالم في الموقف إنما هم مختلطون. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾