وقيل : في ﴿ أصحاب الجنة ﴾ في قوله تعالى :﴿ إِنَّ أصحاب الجنة اليوم فِى شُغُلٍ فاكهون وَهُمْ وأزواجهم فِى ظلال عَلَى الارائك ﴾ [ يس : ٥٥، ٥٦ ] إنه إشارة إلى طائفة من المؤمنين كان الغالب عليهم في الدنيا طلب الجنة ولذا أضيفوا إليها وهم دون أهل الله تعالى وخاصته الذين لم يلتفتوا إلى شيء سواه عز وجل فأولئك مشغولون بلذائذ ما طلبوه وهؤلاء جلساء الحضرة المشغولون بمولاهم جل شأنه المتنعمون بوصاله ومشاهدة جماله وفرق بين الحالين وشتان ما بين الفريقين، ولذا قيل : أكثر أهل الجنة البله فافهم الإشارة.
والشيطان في قوله تعالى :﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِى وَإِذْ أَخَذَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان ﴾ [ يس : ٦٠ ] إشارة إلى كل ما يطاع ويذل له غير الله عز وجل كائناً ما كان وعداوته لما أنه سبب الحجاب عن رب الأرباب، وفي قوله تعالى :﴿ فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [ يس : ٧٦ ] إشارة إلى أنه لا ينبغي الاكتراث بأذى الأعداء والالتفات إليه فإن الله تعالى سيجازيهم عليه إذا أوقفهم بين يديه، هذا ونسأل الله تعالى أن يحفظنا من شر الأرار وأن ينور قلوبنا بمعرفته كما نور قلوب عباده الأبرار ونصلي ونسلم على حبيبه قلب جسد الأعيان وعلى آله وصحبه ما دامت سورة يس قلب القرآن. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon