ويجوز أن تكون الاستعارة تصريحية تبعية في الخمود، بمعنى البرودة والسكون، لأن الروح لفزعها عند الصيحة تندفع إلى الباطن دفعة واحدة، ثم تنحصر فتنطفئ الحرارة الغريزية لانحصارها، ولعل في العدول عن هامدون إلى " خامدون " رمزا خفيفا إلى البعث بعد الموت.
[سورة يس (٣٦) : آية ٣٠]
يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٠)
الإعراب :
(يا) للنداء والتحسّر (حسرة) منادى شبيه بالمضاف متحسّر به منصوب (على العباد) متعلّق بحسرة (ما) نافية (رسول) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتي (إلّا) للحصر (به) متعلّق بـ (يستهزئون)..
جملة :

" يا حسرة على العباد " لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :" ما يأتيهم من رسول.. " لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة :" كانوا به يستهزئون.. " في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم أو فاعله.
وجملة :" يستهزئون " في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة
الاستعارة : في قوله تعالى " يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ".
والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف على حالهم المتلفهون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من اللّه تعالى على سبيل الاستعارة، في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٣١ إلى ٣٢]
أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣٢)
الإعراب :
(الهمزة) للاستفهام (كم) كناية عن عدد في محلّ نصب مفعول به مقدم (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من القرون " ١ "، (من القرون) تمييز كم (إليهم) متعلّق بـ (يرجعون) المنفي.
_
(١) أو متعلّق بـ (أهلكنا).


الصفحة التالية
Icon