فقد مثل الهلال بأصل عذق النخلة، والعذق بكسر العين هو الكباسة والكباسة عنقود النخل، وهو تشبيه بديع للهلال، فإن العرجون إذا قدم دق وانحنى واصفر، وهي وجوه الشبه بين الهلال والعرجون، فهو يشبهه في رأي العين في الدقة لا في المقدار، والاستقواس والاصفرار، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فإن الطرفان وهما القمر والعرجون حسيان.
الفوائد
- حذف حرف الجر :
١ - يكثر ذلك ويطرد مع (أنّ) و(أن) كقوله تعالى يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا أي بأن ومثله بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ أي بأن هداكم ووَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي أي بأن يغفر لي. وأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ أي (لأن المساجد للّه) (أَ يَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) أي بأنكم.
٢ - وجاء في غيرهما كما في الآية التي نحن بصددها وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ أي قدرنا له. ويَبْغُونَها عِوَجاً أي يبغون لها إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ أي يخوفكم بأوليائه.
٣ - وقد يحذف ويبقى الاسم مجرورا كقول القائل - وقد قيل له كيف أصبحت - " خير " أي بخير.
وقولهم (بكم درهم) أي بكم من درهم. ويقال في القسم " اللّه لأفعلنّ "
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٤١ إلى ٤٤]
وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (٤٢) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٤٤)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (آية لهم) مرّ إعرابها " ١ "، (أنّا) حرف مشبه بالفعل واسمه (في الفلك) متعلّق بـ (حملنا).
والمصدر المؤوّل (أنّا حملنا..) في محلّ لها رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة :" آية لهم أنّا حملنا " لا محلّ لها استئنافيّة.

_
(١) في الآية (٣٣) من هذه السورة.


الصفحة التالية
Icon