(اهجهم وجبريل معك). وقد اتفقت كلمة الفقهاء على أن الشعر إنما هو كلام من جملة الكلام، فإن دعا إلى فضيلة أو خلق كريم فهو لا بأس به، وشي ء حسن، ولا ينضوي صاحبه تحت قوله تعالى وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ، لأنه عند نزول هذه الآية برأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلم) كعبا وحسان وعبد اللّه بن رواحة رضي اللّه عنهم من انطباق حكمها عليهم.
أما إن تضمن منكرا من القول وزورا، أو سخّر لبعث الأحقاد أو النيل من الأعراض، أو محاربة الحق، فهذا هو الشعر المذموم، والذي ينضوي صاحبه تحت قوله تعالى وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ واللّه أعلم.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٧١ إلى ٧٣]
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣)
الإعراب :
(الهمزة) للاستفهام (الواو) عاطفة (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لهم) متعلّق بـ (خلقنا)، (ممّا) متعلّق بحال من (أنعاما)،
(الفاء) استئنافيّة (لها) متعلّق بـ (مالكون) الخبر.
والمصدر المؤوّل (أنّا خلقنا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
جملة :" لم يروا.. " لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي :
أغفلوا ولم يروا..
وجملة :" خلقنا... " في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة :" عملت أيدينا.. " لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف.
وجملة :" هم لها مالكون " لا محلّ لها استئنافيّة " ١ ".
(٧٢) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بـ (ذلّلناها)، (الفاء) تفريعيّة (منها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ركوبهم (منها) الثاني متعلّق بـ (يأكلون).
وجملة :" ذلّلناها... " في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقنا.
(١) مضمون الجملة وصف للأنعام فلا مانع من جعل الجملة زائدة لمطلق الربط. [.....]