وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس والغسولي في جزئه المشهور واللفظ له عن تميم الداري " أن رسول الله ﷺ سئل عن معانقة الرجل الرجل إذا هو لقيه ؟ قال : كانت تحية الأمم. وفي لفظ : كانت تحية أهل الإِيمان وخالص ودّهم، وإن أول من عانق خليل الرحمن، فإنه خرج يوماً يرتاد لماشيته في جبال من جبال بيت المقدس إذا سمع صوت مقدس يقدس الله تعالى، فذهل عما كان يطلب فقصد قصد الصوت، فإذا هو بشيخ طوله ثمانية عشر ذراعاً أهلب يوحد الله عز وجل، فقال له إبراهيم : يا شيخ من ربك ؟ قال : الذي في السماء. قال : من رب الأرض ؟ قال : الذي في السماء. قال : فيها رب غيره ؟ قال : ما فيها رب غيره، لا إله إلا هو وحده.
قال إبراهيم : فأين قبلتك ؟ قال : إلى الكعبة. فسأله عن طعامه فقال : أجمع من هذه الثمرة في الصيف فآكله في الشتاء. قال : هل بقي معك أحد من قومك ؟ قال : لا. قال : أين منزلك ؟ قال : تلك المغارة. قال : اعبر بنا إلى بيتك. قال : بيني وبينها واد لا يخاض. قال : فكيف تعبره ؟ فقال : أمشي عليه ذاهباً وأمشي عليه عائداً. قال : فانطلق بنا فافعل الذي ذلله لك يذلله لي.