﴿وعهدنا﴾ عطف على قوله ﴿جعلنا﴾ ﴿إلى إبراهيم﴾ الوفي ﴿وإسماعيل﴾ ابنه الصادق الوعد، وفي ذكره إفصاح بإجابة دعوته فيه في قوله :﴿ومن ذريتي﴾ [ البقرة : ١٢٤ ] و [ إبراهيم : ٣٧ ] وإشارة إلى أن في ذريته من يختم الأمم بأمته ويكون استقباله بيته في أجل العبادات من شرعته وأتم الإشارة بقوله :﴿أن طهرا بيتي﴾ أي عن كل رجس حسي ومعنوي، فلا يفعل بحضرته شيء لا يليق في الشرع ؛ والبيت موضع المبيت المخصوص من الدار المخصوصة من المنزل المختص من البلد - قاله الحرالي.
﴿للطائفين﴾ به الذين فعلهم فعل العارف بأنه ليس وراء الله مرمى ولا مهرب منه إلا إليه ﴿والعاكفين﴾ فيه، والعكوف الإقبال على الشيء وملازمته والاقتصار عليه، والطواف التحليق بالشيء في غيب أو لمعنى غيب - قاله الحرالي.
﴿والركع السجود﴾ قال الحرالي : وفي ذكر الركوع تخصيص للعرب الذين إنما شرع الركوع في دينهم، وفي ذلك تبكيت لمن أخرج المؤمنين ومنعهم من البيت، وفي تكرير تفصيل هذه الآيات بإذ تنبيه على توبيخهم بترك دينه وهو الخليل واتباع من لا يعلم وهو العدو. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٢٣٩ ـ ٢٤٠﴾


الصفحة التالية
Icon