كما قال للطائفين والقائمين :﴿ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ جمع راكع وساجد والمعنى للطائفين والمصلين ؛ لأن القيام والركوع والسجود هيآت المصلي، ولتقارب الأخيرين ذاتاً وزماناً ترك العاطف بين موصوفيهما. وجمع صفتين جمع سلامة، وآخر بين جمع تكسير لأجل المقابلة ؛ وهو نوع من الفصاحة. وأخّر صيغة : فُعُول على فُعَّل ؛ لأنها فاضلة، والمراد من الآية الرد على المشركين الذين كانوا يشركون بالله عند بيته المؤسس على عبادته وحده لا شريك له، ثم مع ذلك يصدون أهله المؤمنين عنه، كما قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [ الحج : ٢٥ ] ففي ذلك تبكيت لهم وتنبيه على توبيخهم بترك دينه. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٢ صـ ٤٣٤ ـ ٤٣٨﴾