وقرأ ابن محيصن " أطَّرَّه " بإدغام الضاد في الطاء، [ نحو ] : اطَّجع في اضطجع وهي مَزْذولة ؛ لأن الضاد من الحروف الخمسة التي يدغم فيها، ولا تدغم هي في غيرها وهي حروف : ضغم شقر، نحو : اطجع في اضطجع، قاله الزمخشرين وفيه نظر ؛ فإن هذه الحروف أدغمت في غيرها، أدغم أبو عمرو الدَّاني اللام في ﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ [ نوح : ٤ ] والضاد في الشين :﴿ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ ﴾ [ النور : ٦٢ ] والشين في السين :﴿ العرش سَبِيلاً ﴾ [ إلاسراء : ٤٢ ].
وأدغم الكسائي الفاء في الباء :﴿ نَخْسِفْ بِهِمُ ﴾ [ سبأ : ٩ ].
وحكى سيبويه رحمه الله تعالى أن " مْضَّجَعًا " أكثر، فدلّ على أن " مطّجعاً " كثيرٌ.
وقرأ يزيد بن أبي حبيب :" أضطُرُّهُ " بضم الطاء كأنه للإتباع.
وقرأ أبي :" فَنُمَتِّعُهُ ثُمَّ نَضْطَّرُّهُ " بالنون.
واضطر افتعل من الضَّرِّ، وأصله : اضْتَرَّ، فأبدلت التاء طاء ؛ لأن تاء الافتعال تبدل طاء بعد حروف الإطباق وهو متعدِّ، عليه جاء التنزيل ؛ وقال :[ البسيط ]
٧٨٥ إِضْطَرَّكَ الْحِرْزُ مِنْ سَلْمَى إِلَى أَجَإٍ........................
والاضطرار : الإلجاء والإلزاز إلى الأمر المكوره.
قوله :" أُمَتِّعُهُ " قيل : بالرزق.
وقيل : بالبقاء في الدنيا.
وقيل : بهما إلى الخروج محمد ﷺ فيقتله أو يخرجهُ من هذه الديار إن قام على الكُفْر، [ وقيد المتاع بالقلّة ] ؛ لأن متاع الدنيا قليلٌ بالنسبة إلى متاع الآخرة المؤبد.
قوله :" وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " المصير فاعل، والمخصوص بالذم محذوف، أي : النار ومصير : مفعل من صار يصير، وهو صالح للزمان والمكان.
وأما المصدر فيقاسه الفتح ؛ لأن ماكسر عين مضارعه، فقياس ظرفية الكسر ومصدره الفتح، ولكن النحويين اختلفوا فيما كانت عينه ياء على ثلاثة مذاهب.
أحدها : كالصحيح [ وقد تقدم ].
والثاني : أنه مخير فيه.