وقال فى روح البيان :
والابتلاء فى الأصل الاختبار أى تطلب الخبر بحال المختبر بتعريضه لأمر يشق عليه غالبا فعله أو تركه وذلك إنما يتصور حقيقة ممن لا وقوف له على عواقب الأمور
وأما من العليم الخبير فلا يكون إلا مجازا عن تمكينه للعبد من اختيار أحد الأمرين ما يريد الله تعالى وما يشتهيه العبد كأنه يمتحنه بما يكون منه حتى يجازيه على حسب ذلك كما علم الكفر من إبليس ولم يلعنه بعلمه ما لم يختبره بما يستوجب اللعنة به. أ هـ ﴿روح البيان حـ١ صـ ٢٧٩﴾
سؤال : لم قدم المفعول على الفعل ؟
الجواب : قدم على الفاعل للاهتمام، إذ كون الرب مبتلياً معلوم، فإنما يهتم السامع بمن ﴿ابتلي﴾، وكون ضمير المفعول متصلاً بالفاعل موجب تقديم المفعول، فإنما بني الكلام على هذا الاهتمام. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ١ صـ ٢٠٥﴾
وقال صاحب التحرير والتنوير :
وتقديمُ المفعول وهو لفظ (إبراهيم) لأن المقصود تشريف إبراهيم بإضافة اسم رب إلى اسمه مع مراعاة الإيجاز فلذلك لم يقل وإذ ابتلى اللَّهُ إبراهيم. أ هـ
﴿التحرير والتنوير حـ١ صـ ٤٠٤﴾
قراءة شاذة
قرأ أبو الشعثا جابر بن زيد :﴿إِبْرَاهِيمَ﴾ ربه إبراهيم رفعاً وربه نصباً على معنى سأل ودعا فقيل له ومن أين لك هذا ؟
فقال : أقرأنيه ابن عباس. وهذا غير قوي لأجل الباء في قوله ﴿بِكَلِمَاتٍ﴾ وقرأ الباقون بالنصّب. أ هـ ﴿تفسير الثعلبى حـ ١ صـ ٢٦٧﴾
سؤال : ما المراد بالكلمات فى قوله تعالى ﴿بكلمات فأتمهن﴾ ؟
الجواب كما ذكره الماوردى :
وفي الكلمات التي ابتلاه الله عز وجل بها، ثمانية أقاويل :
أحدها : هي شرائع الإِسلام، قال ابن عباس : ما ابتلى الله أحداً بهن، فقام بها كلها، غير إبراهيم، ابتلي بالإِسلام فأتمه، فكتب الله له البراءة فقال :﴿وإبراهيم الذي وَفَّى﴾ [النجم : ٣٧] قال : وهي ثلاثون سهماً :


الصفحة التالية
Icon