والقول الثاني : إنها خصال من سُنَنِ الإسلام، خمس في الرأس، وخمس في الجسد، فروى ابن عباس في الرأس : قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس. وفي الجسد تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر البول والغائط بالماء. وهذا قول قتادة.
والقول الثالث : إنها عشر خصال، ست في الإنسان وأربع في المشاعر، فالتي في الإنسان : حَلْقُ العانة، والختان، ونَتْفُ الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب، والغُسل يوم الجمعة. والتي في المشاعر : الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة. روى ذلك الحسن عن ابن عباس.
والقول الرابع : إن الله تعالى قال لإبراهيم : إني مبتليك يا إبراهيم، قال : تجعلني للناس إماماً ؟ قال نعم، قال : ومن ذريتي ؟ قال : لا ينال عهدي الظالمين، قال : تجعل البيت مثابة للناس ؟ قال : نعم، قال : وأمناً ؟ قال : نعم، قال : وتجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ؟ قال : نعم، قال : وأرنا مناسكنا وتب علينا ؟ قال : نعم، قال : وتجعل هذا البلد آمناً ؟ قال : نعم، قال : وترزق أهله من الثمرات من آمن ؟ قال : نعم، فهذه الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم، وهذا قول مجاهد.
والخامس : أنها مناسك الحج خاصة، وهذا قول قتادة.
والقول السادس : أنها الخلال الست : الكواكب، والقمر، والشمس، والنار، والهجرة، والختان، التي ابتلي بهن فصبر عليهن، وهذا قول الحسن.