ثم عادوا احكموها فيهموا ويلهم من جور مظلوم حكم
بيد ان خمر الآخرة من معين صاف لم تدنسها الأيدي وتعفسها الأرجل
واعلم أن العرب تعرف الغول الذي برأ اللّه تعالى خمرة الآخرة منه، قديما قال امرؤ القيس :
رب كأس شربت لا غول فيها وسقيت النديم منها مزاجا
وتقدم ما يتعلق في هذا في الآية ١٩ من سورة الواقعة في ج ١ وله صلة في الآية ٢٥ من سورة المطففين الآتية إن شاء اللّه القائل "وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ" على أزواجهن فقط لأن نساء الجنة لا ينظرن لغير أزواجهن لفرط محبتهن لهم وعدم ميلهن لغيرهم "عِينٌ ٤٨" حسان واسعات الأعين "كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ٤٩" مستور عن النظر مصون عن اللمس كانت العرب تشبه مخدرات النساء ببيض النعام لانه يحفظه بريشه عن الغبار والريح حتى يبقى محافظا على لونه ولذلك يصفون المخدرات من النساء به فيقولون بيضة خدر في المرأة التي لم يرها أحد غير محارمها، قال امرؤ القيس :
وبيضة خدر لا يرام خباؤها تمتعت في مطويها غير معجل
وكذلك يشبهون النساء بالبيض إذا تناسبت أعضاؤهن لأن البيضة وخاصة بيضة النعام أحسن الأشياء تناسبا وأشدها تقابلا، قال بعض الأدباء :
تناسبت الأعضاء فيها فلا ترى بهن اختلافا بل أتين على قدر


الصفحة التالية
Icon