ثم يقول أهل الجنة لسدنتها من الملائكة عند رؤيتهم ذلك النعيم المقيم حرصا على بقائهم فيها وخوفا من حرمانهم منه "أَ فَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ٥٨" بعد هذا وهل إنا لا نموت "إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى " التي أحيانا اللّه بعدها ونعمتنا في هذه النعمة الجليلة "وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ٥٩" بعدها يقولون هذا على طريق التحدث بالنعمة لأنهم يعلمون أنهم لا يموتون ولا يعذّبون
وأنهم فيها خالدون بإخبار اللّه تعالى إباهم بواسطة ملائكته أو أنه كان سرورا منهم بدوام النعم لا على طريق الاستفهام، وعلى هذا فإن الملائكة تقول لهم بل أنتم مخلدون فيما أنتم فيه فيقولون جميعا "إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٦٠" الذي لا فوز فوقه ولا سعادة بعده ولا أفضل ولا أجل منه ثم يقولون لبعضهم
"لِمِثْلِ هذا" الذي نحن فيه من الخير "فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ ٦١" لا للشهوات الدنيوية الدنيئة الفانية قال :
إذا شئت أن تحيا حياة هنيئة فلا تتخذ شيئا تخاف له فقدا


الصفحة التالية
Icon