"وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ" أي كفار مكة ومن حولها "أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ٧١" من الأمم الخالية إذ لم يهتد منهم إلا القليل "وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ ٧٢" ينذرونهم بأسنا ويخوفونهم عذابنا ويحذرونهم يومنا هذا فلم يمتثلوا ولم يرتدعوا فأهلكناهم بإصرارهم على الكفر "فَانْظُرْ" يا سيد الرسل "كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ٧٣" الدمار والتتبير الذي عمهم "إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ٧٤" له والذين استخلصهم لذاته راجع الآية ٤٠ المارة فإن هؤلاء على المعنيين بمعزل عنهم لأنهم في الخيرات رافلون يتمتعون في النعيم "وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ" لتدمير قومه بعد أن أيس من إيمانهم بإعلامنا إياه بذلك وبإنجاء أهله مما ينزل بهم من العذاب فأجبناه وعزتي وجلالي يا حبيبي يا محمد إنا نحن إله الكل "فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ٧٥" لأوليائنا عند حلول الضيق بهم واللام هذه واقعة في جواب القسم المحذوف المقدر كما ذكرناه والمخصوص بالمدح محذوف أيضا وقد قدّرناه كما بيناه في هذه الآية "وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ" كلهم إلا زوجته الكافرة وابنه كنعان المتمنع عن دخول السفينة مع أبيه لإصراره على كفره، ولذلك استثنيناهما من الانجاء بقوله تعالى (إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ)


الصفحة التالية
Icon