قال تعالى "وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ ١١٤" بالنبوة والرسالة والنّصر "وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما" المؤمنين "مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ١١٥" وهو الاستعبار من فرعون وقومه القبط ولا كرب أعظم من الرق والأسر "وَنَصَرْناهُمْ" جمع الضمير باعتبار أن النصر لهما ولقومهما المؤمنين بهما على القبط وملوكهم أجمع وإلا ففيه دلالة على أن الجمع يكون على ما فوق الواحد كما سيأتي في الآية ٧٨ من سورة الأنبياء الآتية "فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ ١١٦" عليهم بنصرتنا لهم "وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ ١١٧" البليغ في بيانه المستنير في هدايته وهو التوراة، والإتيان لموسى خاصة ولما كان هرون يعمل معه فكأنه أوتيه لأنه مرسل مثله وقد كذب اليهود بإنكار رسالته وشوهوا التوراة بتحريفها وشطب ذلك منها وغيره مما يتعلق برسالة محمد صلّى اللّه عليه وسلم "وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ١١٨" الموصل من تمسك به إلى الجنة في الآخرة فكل من سلكه بإحسان ومات على ذلك إلى بعثة عيسى ابن مريم فهو ناج وكل من تمسك بالإنجيل إلى بعثه محمد فهو ناج إذا مات قبل البعثة أو صدق بها وآمن بمحمد وإلا فهو هالك "وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ ١١٩" ثناء حسنا دائما ما تعاقب الجديدان وهو "سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ ١٢٠" في الدنيا والآخرة
"إِنَّا كَذلِكَ" مثل هذا الجزاء الذي جزيناهما به
"نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
١٢١" على عملهم من عبادنا أجمع "إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ١٢٢" بنا المخلصين لنا
مطلب قصة إلياس عليه السلام وقسم من قصة لوط عليه السلام :


الصفحة التالية
Icon