إلى موضع كذا لمكان عيّنه له وما جاءك فاركبه ولا تخف، فخرج هو واليسع وإذا بفرس من نار دنت منه فوثب
عليها فانطلقت به في الهواء فناداه اليسع بماذا تأمرني فألقى إليه رداءه فاستدل به على استخلافه فلبسه ورجع يدعو الناس إلى طاعة ربه واقتفى آثار دعوة الياس عليهما السلام، قالوا وان اللّه تعالى قطع عن الياس الحاجة إلى الطعام والشراب
فصار إنسيا ملكيا أرضيا سماويا وكأنه لهذه الحكاية قال بعض المفسرين إنه إدريس عليه السلام لما أشار إليه في الآية ٥٧ من سورة مريم بقوله (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) في ج ١، مع أن إدريس كان رفعه على غير هذه الصورة راجع قصته في الآية المذكورة، على أن القصص كلها ما لم تستند إلى آية أو حديث لا عبرة بها.
هذا، وقد سلط اللّه على الملك المرتد وقومه عدوا لهم فأرهقهم وقتل الملك وزوجته ارببل في الجنة التي غصبتها كما أخبرهم نبيهم الياس، وقد نبأ اللّه اليسع وبعثه إليهم فآمنوا به، قال تعالى "وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ١٣٣" من قبل إلى طائفة من عبادنا فتغلبوا عليه وأرادوا البطش بأضيافه فاذكر يا محمد لقومك "إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ١٣٤" من الإهلاك الذي حل بقومه "إِلَّا عَجُوزاً" هي زوجته واعلة لأنها على دين قومه وليست من عشيرته لأنه غريب عنهم كما تقدم راجع الآية ٧٨ من سورة هود المارة وتطلع على تفصيل قصته في الآية ٧٩ من سورة الأعراف في ج ١ "فِي الْغابِرِينَ ١٣٥" الباقين في العذاب "ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
١٣٦" تدميرا فظيعا فلم نبق منهم أحدا "وَإِنَّكُمْ"
يا أهل مكة "لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ"
عند ما تسافرون إلى الشام "مُصْبِحِينَ
١٣٧" نهارا "وَبِاللَّيْلِ"
أيضا إذ ترون منازلهم وآثار أطلالهم بذهابكم وإيابكم صباح مساء "أَ فَلا تَعْقِلُونَ


الصفحة التالية
Icon