هذا، ومن قال إن المراد بالجنّة هنا الملائكة جعل هذه الجملة من قولهم على الاتصال بكلامهم السابق إلى من قوله سبحان اللّه عما يصفون إلى قوله تعالى "وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ١٦٥" حول العرش في عبادة ربنا كصفوف الإنس في الصلاة أمامه وقوله "وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ١٦٦" له العابدون ولسنا المعبودين ولا منسوبين لحضرته بالمعنى الذي ذكره قومك يا محمد "وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ ١٦٧" "لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٦٨" وذلك أنهم يقولون قبل نزول القرآن على رسولهم محمد لو أن عندنا كتابا من كتب الأقدمين مثل اليهود والنصارى "لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ١٦٩" له العبادة واتبعنا ما فيه وانقدنا لأوامره ونواهيه ولما أتاهم هذا الكتاب الجامع لكل الكتب والذي فيه أحسن الذكر على لسان أكمل البشر "فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ١٧٠" غب كفرهم وعاقبة أمرهم، وهذه الآية على حد قوله تعالى (أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ) الآية ١٥٦ من سورة الأنعام المارة، ويقرب منها بالمعنى (وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَ وَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى ) الآية ١٣٣ من سورة طه في ج ١،
قال تعالى "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ ١٧١" التي وعدناهم بها عند ما نرسلهم لهداية الأمم وهي قوله جل قوله (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) الآية ٢١ من سورة المجادلة
في ج ٣ وحروفها بحساب الجمل عن السنة الشمسية ١٩٥٨ "إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ١٧٢" على من خالفهم وناوأهم لأنهم جندناَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ


الصفحة التالية
Icon