إذا ما حَاتم وُجد ابن عمّى * مَجَدنَا مَن تكلّم أجمعينَا
ولم يقل تكلّمُوا. وأجود ذلك فى العربيَّة إذا أَخْرَجت الكناية أَن تخرجها عَلى المعْنى والعدد ؛ لأنك تنوى تحقيق الاسم.
﴿ وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ﴾
وقوله: ﴿وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ...﴾
هذا من قول الملائِكة. إلى قوله ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ المسَبِّحُونَ﴾ يريد: ﴿المصَلُّونَ﴾ وفى قراءة عَبدالله (وإن كُلَّنا لمَّا له مقام معلوم).
وفى مريم ﴿إنْ كُلُّ مَنْ فِى السّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَمَّا أَتَى الرَّحْمَنَ عَبْداً﴾ وَمَعنى إن ضربت لَزيداً كمعنى قولكَ: ما ضربت إلا زيداً، لذلكَ ذَكرتُ هَذا.
﴿ وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ ﴾
وقوله: ﴿وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ...﴾
يعنى أهل مَكَّة ﴿لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْراً مِنَ الأَوَّلينَ﴾ يقول: كتاباً أو نُبُوَّةً ﴿لَكُنَّا عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ﴾.
﴿ فَكَفَرُواْ بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾
قال الله: ﴿فَكَفَرُواْ بِهِ...﴾
والمعْنى: وقد أُرسل إليهم محَّمد بالقرآن، فكفَروا به. وهو مضمر لم يُذكر ؛ لأن مَعناهُ معروف ؛ مثل قوله ﴿يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ﴾ ثم قَالَ ﴿فمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾ فوصل قول فرعون بقولهم ؛ لأنَّ المعْنَى بيّن.
﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ﴾
وقوله: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا...﴾
التى سبَقت لهم السعادة. وهى فى قراءة عبدالله (ولقد سبقت كلمتنا عَلى عبادنا المرسَلين) وعلى تصلح في موضع اللام ؛ لأنَّ مَعْنَاهُمَا يرجع إلى شَىء وَاحِدٍ. وكأن المعْنَى: حَقّت عليهم ولهم، كما قَالَ ﴿عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَان﴾ ومعناه: فى مُلْك سُليمَان. فكما أوحِى بَين فى وَعَلَى إذَا اتّفقَ المعنى فكذلك فُعِل هذا.


الصفحة التالية
Icon