وقال ملا حويش :
تفسير سورة الصافات
عدد ٦ - ٥٦ - ٣٧
نزلت بمكة بعد الأنعام، وهي مئة واثنتان وثمانون آية، وثمنمئة وستون كلمة، وثلاثة آلاف وستة وعشرون حرفا، لا يوجد في القرآن سورة مبدوءة بما بدئت به، ولا مثلها في عدد الآي.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى :"وَالصَّافَّاتِ" الملائكة المصطفين لعظمة ربهم والخيل المصطفة بالمجاهدين لطاعته، والحيتان الصافة بالمياه بأمره، والطيور المصطفة بالهواء بقدرته "صَفًّا" ١ باستقامة واحدة أكثر انتظاما من أهل الدنيا الذين تعلموا هذا الاحترام وغيره من الكتب السماوية، أخرج أبو داود عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : ألا تصطفوا كما تصطف الملائكة عند ربهم ؟ قلنا وكيف تصطف الملائكة عند ربهم ؟ قال يتممون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف "فَالزَّاجِراتِ زَجْراً" بالآيات الآمرة بالحق الزاجرة عن الباطل ومعنى الزجر الدفع قال :
زجر أبي عروة السباع إذا اشفق أن يختلطن بالغنم
ويأتي بمعنى السوق الحثيث والحث "فَالتَّالِياتِ ذِكْراً" ٣ لآيات اللّه تعالى من القرآن العظيم وغيره من الكتب السماوية على الغير، هذا إذا أريد بالتاليات الملائكة الذين وكل إليهم أمر الوحي إلى الأنبياء، وإذا أريد الإطلاق فتعم كل قارئ لذكر اللّه تعالى والإطلاق أحسن من التقييد، وقد أقسم اللّه تعالى بهذا الصنف من الملائكة لما لها من المزية على غيرها بما عهد لها به من ذلك وجواب القسم "إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ" ٤ لا رب لكم غيره وهو "رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ" ٥ والمغارب أيضا وهي ثلاثمائة وخمسة وخمسون


الصفحة التالية
Icon