" عجب ربكم من إلكم وقنوطكم، وعجب ربكم من شاب ليست له صبوة " وإذا ثبت هذا فنقول العجب من الله تعالى خلاف العجب من الآدميين كما قال :﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله﴾ [ الأنفال : ٣٠ ] وقال :﴿سَخِرَ الله مِنْهُمْ﴾ [ التوبة : ٧٩ ] وقال تعالى :﴿وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ [ النساء : ١٤٢ ] والمكر والخداع والسخرية من الله تعالى بخلاف هذه الأحوال من العباد، وقد ذكرنا أن القانون في هذا الباب أن هذه الألفاظ محمولة على نهايات الأعراض لا على بدايات الأعراض.
وكذلك ههنا من تعجب من شيء فإنه يستعظمه فالتعجب في حق الله تعالى محمول على أنه تعالى يستعظم تلك الحالة إن كانت قبيحة فيترتب العقاب العظيم عليه، وإن كانت حسنة فيترتب الثواب العظيم عليه، فهذا تمام الكلام في هذه المناظرة، والأقرب أن يقال القراءة بالضم إن ثبتت بالتواتر وجب المصير إليها ويكون التأويل ما ذكرناه وإن لم تثبت هذه القراءة بالتواتر كانت القراءة بفتح التاء أولى، والله أعلم.
وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (١٣)