قال : وحدثت عن عجوز قلت : رأيتهما فيه، ومما يؤيد القول بأنه إسماعيل عليه السلام وصف الله تعالى له بأنه صادق الوعد، ولا صدق في وعد أعظم من صدقه في وعده بالصبر على الذبح، وممن قال من بني إسرائيل أنه إسماعيل عليه السلام عبد الله بن سلام ـ رضى الله عنه ـ - حكاه عن ابن الجوزي، وعد القائلين بكل من القولين من الصحابة وغيرهم فقال : إن القائلين بأنه إسحاق : عمر وعلي والعباس وابن مسعود وأبو موسى وأبو هريرة وأنس ـ رضى الله عنه ـ م، وبأنه إسماعيل : ابن عمر، وأن الرواية اختلفت عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ، فروى عنه عكرمة أنه إسحاق، وعطاء ومجاهد والشعبي وأبو الجوزاء ويوسف بن مهران أنه إسماعيل، فعلم من هذا رجحان القول بأنه إسماعيل، لأن ابن عمر وابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ تأخرا بعد من ذكر من أكابر الصحابة ـ رضى الله عنه ـ م أجمعين، فلولا أنه رجح عندهما ما خالفا أبويهما، ونقل عكرمة عن ابن عباس بموافقة أبيه لا يقدح في ذلك بل يؤيده لأن الأكثر كما ترى رووا عنه الثاني، فلولا أنه صح عنده ما رجع عن الأول الذي هو موافق لرأي أبيه، ولأجل ثباته عليه اشتهر عنه - والله أعلم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٣٢٨ ـ ٣٣٤﴾