وقال الآلوسى :
﴿ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١١٤) ﴾
أنعمنا عليهما بالنبوة وغيرها من المنافع الدينية والدنيوية.
﴿ ونجيناهما وَقَوْمَهُمَا مِنَ الكرب العظيم ﴾ هذا وما بعده من قبيل عطف الخاص على العام، والكرب العظيم تغلب فرعون ومن معه من القبط، وقيل الغرق وليس بذاك.
﴿ ونصرناهم ﴾ الضمير لهما مع القوم وقيل لهما فقط وجيء به ضمير جمع لتعظيمهما ﴿ فَكَانُواْ هُمُ الغالبون ﴾ بسبب ذلك على فرعون وقومه ؛ و﴿ هُمْ ﴾ يجوز أن يكون فصلاً أو توكيداً أو بدلاً، والتنجية وإن كانت بحسب الوجود مقارنة لما ذكر من النصر لكنها لما كانت بحسب المفهوم عبارة عن التلخيص عن المكروه بدأ بها ثم بالنصر الذي يتحقق مدلوله بمحض تنجية المنصور من عدوه من غير تغلب عليه ثم بالغلبة لتوفية مقام الامتنان حقه بإظهار أن كل مرتبة من هذه المراتب الثلاث نعمة جليلة على حيالها.
﴿ وءاتيناهما ﴾ بعد ذلك ﴿ الكتاب المستبين ﴾ أي البليغ في البيان والتفصيل كما يشعر به زيادة البنية وهو التوراة.
﴿ وهديناهما ﴾ بذلك ﴿ الصراط المستقيم ﴾ الموصل إلى الحق والصواب بما فيه من تفاصيل الشرائع وتفاريع الأحكام.
﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (١١٩) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١٢٠) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢) ﴾.
الكلام فيه نظير ما سبق في نظيره. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٣ صـ ﴾