وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المرسلين ﴾
قال المفسرون : إلياس نبيّ من بني إسرائيل.
وروي عن ابن مسعود قال : إسرائيل هو يعقوب وإلياس هو إدريس.
وقرأ "وَإِنَّ إِدْرِيسَ" وقاله عكرمة.
وقال : هو في مصحف عبد اللّه "وَإِنَّ إِدريسَ لَمِن الْمُرْسَلِينَ" وانفرد بهذا القول.
وقال ابن عباس : هو عمّ اليسع.
وقال ابن إسحاق وغيره : كان القَيِّم بأمر بني إسرائيل بعد يوشع كالب بن يوقنا ثم حِزقيل، ثم لما قبض اللّه حِزقيل النبي عظمت الأحداث في بني إسرائيل، ونسوا عهد اللّه وعبدوا الأوثان من دونه، فبعث اللّه إليهم إلياس نبيًّا وتبعه اليسع وآمن به، فلما عتا عليه بنو إسرائيل دعا ربه أن يريحه منهم فقيل له : اخرج يوم كذا وكذا إلى موضع كذا وكذا فما استقبلك من شيء فاركبه ولا تَهَبْه.
فخرج ومعه اليسع فقال : يا إلياس ما تأمرني.
فقذف إليه بكسائه من الجوّ الأعلى، فكان ذلك علامة استخلافه إياه على بني إسرائيل، وكان ذلك آخر العهد به.
وقطع اللّه على إلياس لذة المطعم والمشرب.
وكساه الريش وألبسه النور، فطار مع الملائكة، فكان إنسيًّا مَلَكياً سماويًّا أرضيًّا.
قال ابن قتيبة : وذلك أن اللّه تعالى قال لإلياس :"سلني أعطك".
قال : ترفعني إليك وتؤخر عني مذاقة الموت.
فصار يطير مع الملائكة.
وقال بعضهم : كان قد مرض وأحس الموت فبكى، فأوحى اللّه إليه : لِمَ تبك؟ حرصاً على الدنيا، أو جزعاً من الموت، أو خوفاً من النار؟ قال : لا، ولا شيء من هذا وعِزَّتِك، إنما جزعي كيف يحمدك الحامدون بعدي ولا أحمَدك! ويذكرك الذاكرون بعدي ولا أذكرك! ويصوم الصائمون بعدي ولا أصوم! ويصلّي المصلون ولا أصلي فقيل له :"يا إلياس وعزتي لأؤخرنك إلى وقت لا يذكرني فيه ذاكر".
يعني يوم القيامة.