وهو مذهب المجوس القائلين بيزدان واهرمن (١)
ثم قال تعالى :﴿وَقَدْ عَلِمَتِ الجنة إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ أي قد علمت الجنة أن الذين قالوا : هذا القول محضرون النار ويعذبون وقيل المراد ولقد علمت الجنة أنهم سيحضرون في العذاب، فعلى القول الأول : الضمير عائد إلى قائل هذا القول، وعلى القول الثاني عائد إلى الجنة أنفسهم، ثم إنه تعالى نزه نفسه عما قالوا من الكذب فقال :﴿سبحان الله عَمَّا يَصِفُونَ * إِلاَّ عِبَادَ الله المخلصين﴾ وفي هذا الاستثناء وجوه، قيل : استثناء من المحضرين، يعني : أنهم ناجون، وقيل هو استثناء من قوله تعالى :﴿وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجنة نَسَباً﴾ وقيل : هو استثناء منقطع من المحضرين، ومعناه ولكن المخلصين برآء من أن يصفوه بذلك، والمخلص بكسر اللام من أخلص العبادة والاعتقاد لله وبفتحها من أخلصه الله بلطفه، والله أعلم.