النحاس : وجماعة أهل التفسير يقولون إنه لحن ؛ لأنه لا يجوز هذا قاضُ المدينةِ.
ومن أحسن ما قيل فيه ما سمعت علي بن سليمان يقوله ؛ قال : هو محمول على المعنى ؛ لأن معنى.
"مَنْ" جماعة ؛ فالتقدير صالون، فحذفت النون للإضافة، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
وقيل : أصله فاعل إلا أنه قُلب من صال إلى صايل وحذفت الياء وبقيت اللام مضمومة فهو مثل "شَفَا جُرُفٍ هَارٍ".
ووجه ثالث أن تحذف لام "صال" تخفيفاً وتجري الإعراب على عينه، كما حذف من قولهم : ما باليت به بالة.
وأصلها بالية من بالى كعافية من عافى ؛ ونظيره قراءة من قرأ، "وَجنى الْجَنَّتَيْنِ دانٌ" "وَلَهُ الْجَوَارُ الْمُنشَئاتُ" أجرى الإعراب على العين.
والأصل في قراءة الجماعة صالُي بالياء فحذفها الكاتب من الخط لسقوطها في اللفظ.
وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦)
هذا من قول الملائكة تعظيماً للّه عز وجل، وإنكاراً منهم عبادة من عبدهم.
﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصآفون وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون ﴾ قال مقاتل :" هذه الثلاث الآيات نزلت ورسول اللّه ﷺ عند سِدرة المنتهى، فتأخر جبريل، فقال النبي ﷺ :"أهنا تفارقني" فقال : ما أستطيع أن أتقدم عن مكاني " وأنزل اللّه تعالى حكاية عن قول الملائكة :"وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ" الآيات.
والتقدير عند الكوفيين : وما منا إلا من له مقام معلوم.
فحذف الموصول.
وتقديره عند البصريين : وما منا ملَكَ إلا له مقام معلوم ؛ أي مكان معلوم في العبادة ؛ قاله ابن مسعود وابن جُبير.
وقال ابن عباس : ما في السموات موضع شبرٍ إلا وعليه ملَكَ يصلّي ويُسّبح.


الصفحة التالية
Icon