قال أبو جعفر هذه الاية مشكلة لذكره هذا بعدما تقدم وفيها قولان: أحدهما أنها متصلة بقوله (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم) أي إن الله جل وعز له خزائن السموات والأرض وملكهما فيرسل من يشاء
والقول الآخر أنه لما ذكر عنادهم وكفرهم وصبرهم على آلهتهم كان المعنى أم عندهم خزائن رحمة ربك فيحظروها قال على من يريدون أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فقررهم بهذا ١٠ - ثم قال جل وعز (أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب) (آية ١٠) أي إن كانوا صادقين فليرتقوا في أبواب السموات قال مجاهد وقتادة الأسباب أبواب السموات وقال زهير
: ولو نال أسباب السماء بسلم وقيل الأسباب الجبال أي فليرتقوا في السماء حتى يأتوا بآية وحكى أهل اللغة أنه يقال للدين الفاضل ارتقى أسباب السموات كما يقال قد بلغ السماء على التمثيل ١١ - ثم قال جل وعز (جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب)
(آية ١١) أي هم جند لهؤلاء الآلهة مهزوم أي مقموع ذليل أي قد انقطعت حجتهم لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا ويقال تهزمت القرية إذا انكسرت وهزمت الجيش
كسرته ثم قال من الأحزاب قال مجاهد أي من الأمم الخالية قال أبو جعفر والمعنى أنهم حزب من الأحزاب الذين تحزبوا على انبيائهم ١٢ - عن وقوله جل وعز (كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد) (آية ١٢) روى سعيد عن قتادة في وقوله تعالى وفرعون ذو الأوتاد قال كانت له أوتاد وارسان من وملاعب يلعب بها بين يديه قال أبو جعفر وقيل كان يجعل الإنسان بين أربعة أوتاد ثم يقتله
وقال الضحاك ذو الأوتاد ذو البناء المحكم كما قال: في ظل ملك ثابت الأوتاد ١٣ - ثم قال جل وعز (وثمود وقوم لوطو في أصحاب الأيكة
أولئك الأحزاب) (آية ١٣) قال قتادة كان أصحاب الأيكة أصحاب شجر أكثره من الدوم ١٤ - وقوله جل وعز (وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق) (آية ١٥) قال مجاهد (ما لها من فواق) أي من رجوع


الصفحة التالية
Icon