وقوله جل وعز (وآخرين مقرنين في الأصفاد) (آية ٣٨) قال قتادة أي في الأغلال قال أبو جعفر يقال صفدت الرجل إذا شددته وأصفدته أعطيته ٤٤ - ثم قال جل وعز (هذا عطاؤنا أو أمسك بغير حساب) (آية ٣٩)
قال الحسن والضحاك (هذا عطاؤنا) الملك فأعط وامنع وقال قتادة هؤلاء الشياطين فاحبس من شئت وسرح من شئت وعن ابن عباس كان له ثلاثمائة امرأة وتسعمائة سرية هذا عطاؤنا قال أبو جعفر وأولاها الأول لأن الأول مشتمل على كل ما أعطي وهو عقيب تلك الأشياء
وروى سفيان عن ابيه عن عكرمة عن ابن عباس (فامنن) أي أعط أو أمسك بغير حساب أي أمسك فليس عليك حساب وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد (بغير حساب) أي بغير حرج
وقال الحسن ليس أحد ينعم عليه بنعمة إلا وهو يحاسب عليها إلا سليمان ثم قرأ هذا عطاؤنا أي بغير نقتير ويجوز أن يكون بمعنى لا يحاسب عليه ٤٥ - ثم قال جل وعز (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) (آية ٤٠) قال قتادة أي حسن مصير ٤٦ - ثم قال جل وعز (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) (آية ٤١)
ويروى عن الحسن والجحدري وأبي جعفر (بنصب) بفتح النون والصاد وهما عند أكثر أهل اللغة بمعنى واحد كما يقال حزن وحزن إلا أن القتبي حكى أن أبا عبيدة قال النصب الشر والنصب الإعياء قال أبو جعفر يقال أنصبه ينصبه إذا عذبه وآذاه ومنه: كليني لهم يا أميمة ناصب قال أبو جعفر وأحسن ما قيل في معنى (أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) ما رواه يوسف بن مهر ان عن ابن عباس قال لما أصاب أيوب ﷺ البلاء أخذ إبليس تابوتا وقعد على
الطريق يداوي الناس فجاءته امرأة أيوب فقالت أتداوي روى رجلا


الصفحة التالية
Icon