وفى قراءة عبدالله (نَعْجَةً أُنْثَى) والعَرَب تؤكّد التأنيث بأُنثاه، والتذكيرَ بمثل ذلكَ، فيكون كالفَضْل فى الكلام فهذا منْ ذلكَ. ومنه قولكَ للرجل: هذا والله رجل ذَكَر. وإنما يدخل هذا فى المؤنّث الذى تأنيثه فى نفسه ؛ مثل المرأة والرجل والجمل والناقة. فإذا عدَوت ذلكَ لم يجز. فخطأ أن تقول: هذه دارٌ أنثى، ومِلحفة أنثى ؛ لأنَّ تأنيثهَا فى اسمها لا فى مَعْنَاهَا. فابنِ على هذا.
وقوله ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ أى غلبنى. ولو قرئتْ ﴿وَعَازَّنى﴾ يريد: غَالبنى كان وَجْهاً.
﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ﴾
وقوله: ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ...﴾
المعنى فيه: بسؤاله نعجتك، فإذا ألقيت الهَاء من السؤال أضفت الفعل إلى النعجة. ومثله قوله ﴿لاَ يَسْأَمُ الإنْسَانُ مِنْ دعَاءِ الخَيْرِ﴾ ومَعْنَاهُ من دَعائِه بالخير: فلمَّا أَلقى الهاء أضاف الفعْل إلى الخير وألقى من الخير الباء، كقول الشاعر:
ولَسْتُ مُسَلِّماً ما دمتُ حَيّاً * عَلى زيدٍ بتَسليم الأمِير


الصفحة التالية
Icon