هذا ثم وعد نبيه بالنصر على هؤلاء العتاة المعاندين بقوله انهم "جُنْدٌ ما" قبل هذا بالنسبة لمن سبقهم من الجنود الذين تحزبوا على أنبيائهم قبلك وسيكون لك يا حبيبي معهم شأن "هنالك" عند اللقاء الآتي في بدر، عند ما يكون ذلك الجند "مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ ١١" كما هزم من قبلهم فلا يهمنك شأنهم، ولا تكترث بهذيانهم.
مطلب الآيات السبع التي تأخر حكمها عن نزولها :
وهذا من الإخبار بالغيب لأنها من الآيات السبع التي سبق ذكرها في الآية ٤٦ من سورة القمر المارة وقد أنزلت تسلية لحضرة الرسول داعية لحمل أذاهم مادام في مكة وأن قريشا كغيرها من الأجناد الذين أجمعوا على تكذيب الرسل وأنه سيظهر عليهم ويرى مصارعهم في محل غيهم، وإشارة إلى حادثة بدر الآتية في الآية ٥ من سورة الأنفال في ج ٣ التي حققها اللّه له وأقر عينيه بها.
ثم شرع يعزيه بما لاقى منهم ويقول له ليس أمتك أول من كذبت الرسل ولا أنت أول من سخر به وأوذي فقد "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ ١٢" الذين كانوا أكثر عددا وعددا من قومك الذين ليس بشيء بالنسبة لهم "وَثَمُودُ"