ولما كان قوله ـ ﷺ ـ وحده جديراً بأن يزلزلهم فكيف إذا انضم إليه علمهم بأن أسلافهم لا سيما إسماعيل وأبوه إبراهيم عليهما السلام كانوا عليه، أكدوا قولهم :﴿إن﴾ أي ما ﴿هذا﴾ أي الذي يقوله ﴿إلا اختلاق﴾ أي تعمد الكذب مع أنه لا ملازمة بين عدم سماعهم فيها وبين كونه اختلاقاً، بل هو قول يعرف معانيه بأدنى تأمل، روى الترمذي - وقال : حسن صحيح - والنسائي وابن حبان في صحيحه وأحمد وإسحاق وأبو يعلى والطبري وابن أبي حاتم وغيرهم عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال : مرض أبو طالب فجاءته قريش، وجاءه النبي ـ ﷺ ـ وعند أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه، قال : وشكوه ألى أبي طالب - زاد النسائي في الكبير وأبو يعلى : وقالوا : يقع في آلهتنا فقال : يا ابن أخي! ما تريد من قومك؟ قال :
" أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية، قال : كلمة واحدة، قال : كلمة واحدة، فقال : وما هي؟ فقال : يا عم، قولوا " لا إله إلا الله " فقالوا : أجعل الآلهة إلهاً واحداً ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن إلا اختلاق، قال : فنزل فيهم القرآن " ﴿ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفورا في عزة وشقاق﴾ إلى قوله :﴿اختلاق﴾ وفي التفاسير أنهم قالوا : كيف يسع الخلق كلهم إله واحد.


الصفحة التالية
Icon