ولما كان الخصم مصدراً يقع على الواحد فما فوقه ذكراً كان أو أنثى، وكان يصح تسمية ربقة المتخاصمين خصماً لأنهم في صورة الخصم قال :﴿إذ﴾ أي خبر تخاصمهم حين ﴿تسوروا﴾ أي صعدوا السور ونزلوا من هم ومن معهم، آخذاً من السور وهو الوثوب ﴿المحراب﴾ أي أشرف ما في موضع العبادة الذي كان داود عليه السلام به، وهو كناية عن أنهم جاؤوه في يوم العبادة ومن غير الباب، فخالفوا عادة الناس في الأمرين، وكأن المحراب الذي تسوروه كان فيه باب من داخل باب آخر، فنبه على ذلك بأن أبدل من " إذ " الأول قوله :﴿إذ﴾ أي حين ﴿دخلوا﴾ وصرح باسمه رفعاً للبس وإشعاراً بما له من قرب المنزلة وعظيم الود فقال :﴿على داود﴾ ابتلاء منا له مع ما له من ضخامة الملك وعظم القرب منا، وبين أن ذلك كان على وجه يهول أمره إما لكونه في موضع لا يقدر عليه أحد أو غير ذلك بقوله :﴿ففزع﴾ أي ذعر وفرق وخاف ﴿منهم﴾ أي مع ما هو فيه من ضخامة الملك وشجاعة القلب وعلم الحكمة وعز السلطان.