الثالث : أنه منصوب على إسقاط حرف الجَرّ تقديره : سَفِهَ في نَفْسه.
الرابع : توكيد لمؤكد محذوف تقديره : سفه في نفسه، فحذف المؤكد قياساً على النعت والمنعوت، حكاه مكّي.
الخامس : أنه تمييز، وهو قول الكوفيين.
قال الزمخشري : ويجز أن يكون في شذوذ تعريف المميِّز ؛ نحو قوله :[ الوافر ]
٧٩٢...................... وَلاَ بِفزَارَةَ الشُّعْرِ الرِّقَابَا
[ الوافر ]
٧٩٣..................... أَجَبَّ الظَّهْرَ لَيْسَ لَهُ سَنَامُ
فجعل " الرِّقَاب " و" الظَّهر " تمييزين، وليس كذلكن بل هما مُشَبَّهان بالمفعول به ؛ لأنهما معمولا صفة مشهبة، وهي " الشُّعْر " جمع أَشْعَر، و" أَجَبّ " وهو اسم.
السادس : أنه مشبه بالمفعول وهو قول بعض الكوفيين.
السابع : أنه توكيد لمن سفه ؛ لأنه في محل نصب على الاستثناء في أحد القولين، وهو تخريج غريب نقله صاحب " العَجَائب والغَرَائب ".
والمختار الأول ؛ لأن التضمين لا ينقاس، وكذلك حرف الجر.
وأما حذف المؤكد وإبقاء التوكيد، فالصحيح لا يجوز.
وأما التمييز فلا يقع معرفة، ما ورد نادر أو متأول.
وأما النصب على التشبيه بالمفعول، فلا يكون في الأفعال إنما يكون في الصّفات المشبهة خاصة.
قوله :" فِي الآخِرَةِ " فيه خمسة أوجه :
أحدها : أنه متعلّق بالصالحين على أن الألف واللام للتعريف، وليست موصولة.
الثاني : أنه متعلّقة بمحذوف تقديره أعني في الآخرة كقولك : بعد سقياه.
الثالث : يتعلق بمحذوف أيضاً، لكن من جنس المفلوظ به أي : وإنه لصالح في الآخرة لمن الصالحين.
الرابع : أن يتعلق بقوله الصالحين، وإن كانت " آل " موصولة ؛ لأنه يُغْتفر في الظروف وشبهها ما لا يغتفر في غيرها اتساعاً، ونظيره قول الشاعر :[ الرجز ]
٧٩٤ رَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذَا تَمَعْدَدَا... كَانَ جَزَائِي بِالْعَصَا أَنْ أُجْلَدَا
الخامس : أن يتلّق بـ " اصطفيناه ".


الصفحة التالية
Icon