قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥)
﴿ قَالَ ﴾ بدل من ﴿ أَنَابَ ﴾ [ ص : ٣٤ ] وتفسير له على ما في "إرشاد العقل السليم" وهو الظاهر.
ويمكن أن يكون استئنافاً بيانياً نشأ من حكاية ما تقدم كأنه قيل فهل كان له حال لا يضر معه مسح الخيل سوقها وأعناقها وهل كان بحيث تقتضي الحكمة فتنته؟ فأجيب بما أجيب وحاصله نعم كان له حال لا يضر معه المسح وكان بحيث تقتضي الحكمة فتنته فد دعا بملك عظيم فوهب له، ويمكن أن يقرر الاستئناف على وجه آخر، وكذا يمكن أن يكون استئنافاً نحوياً لحكاية شيء من أحواله عليه السلام فتأمل ﴿ رَبّ اغفر لِى ﴾ ما لم أستحسن صدوره عني.
﴿ وَهَبْ لِى مُلْكاً لاَّ يَنبَغِى لاِحَدٍ مّن بَعْدِى ﴾ أي لا يصح لأحد غيري لعظمته فبعد هنا نظير ما في قوله تعالى :﴿ فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله ﴾ [ الجاثية : ٢٣ ] أي غير الله تعالى، وهم أعم من أن يكون الغير في عصره، والمراد وصف الملك بالعظمة على سبيل الكناية كقولك لفلان ما ليس لأحد من الفضل والمال وربما كان في الناس أمثاله تريد أن له من ذلك شيئاً عظيماً لا أن لا يعطي أحد مثله ليكون منافسة، وما أخرج عبد بن حميد.
والبخاري.
ومسلم.
والنسائي.