وقرأ مجاهد ﴿ شَكْلِهِ ﴾ بكسر الشين وهي لغة فيه كمثل وإذا كان بمعنى الغنج فهو بالكسر لا غير ﴿ أزواج ﴾ أي أجناس و﴿ ءاخَرَ ﴾ على القراءتين يحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي وهذا مذوق أو عذاب آخر أو هذه مذوقات أو أنواع عذاب آخر، والجلمة معطوفة على هذا حميم، وإن شئت فقدر هو أو هي واعطف الجملة على هو حميم، وأن يكون مبتدأ خبره محذوف أي ومنه مذوق أو عذاب آخر أو ومنه مذوقات أو أنواع عذاب أخر والعطف على منه حميم وجوز أن يقدر الخبر لهم أي ولهم مذوق أو عذاب آخر أو ولهم مذوقات أو أنواع عذاب أخر والعطف على ﴿ هذا فَلْيَذُوقُوهُ ﴾ [ ص : ٥٧ ] ومن شكله وأزواج في جميع ذلك صفتاه لآخر أو أخر.
و﴿ ءاخَرَ ﴾ وإن كان مفرداً في اللفظ فهو جمع وصادق على متعدد في المعنى.
ويحتمل أن يكون آخر أو أخر مبتدأ و﴿ مِن شَكْلِهِ ﴾ صفته و﴿ أزواج ﴾ خبر والجواب عن عدم المطابقة على قراءة الأفراد ما سمعت، وأن يكون ذلك عطفاً على حميم عطف المفرد على المفرد ومن شكله صفته وأزواج صفة للثلاثة المتعاطفة، وجوز أن يكون آخر مبتدأ ومن شكله خبره وأزواج فاعل الظرف، وأن يكون الأول مبتدأ ومن شكله خبر مقدم وأزواج مبتدأ والجملة خبر المبتدأ الأول أعني آخر، وصح الابتداء به لأنه من باب ضعيف عاذ بقرملة فالمبتدأ في الحقيقة الموصوف المحذوف أي نوع آخر أو مذوف آخر، وقيل لأنه جيء به للتفصيل، ومما ذكروا من المسوغات أن تكون النكرة للتفصيل نحو الناس رجلان رجل أكرمته ورجل أهنته وبحث فيه ابن هشام في المغنى، وجعلوا ضمير شكله على الوجهين عائداً على آخر وهما لا يكادات يتسنيان على القراءة بالجمع فتدبر ولا تغفل.
﴿ هذا فَوْجٌ ﴾ جمع كثير من أتباعكم في الضلال.