وجوز أن تكون أم فيه منقطعة كأنهم أضربوا عما قبل وأنكروا على أنفسهم ما هو أشد منه أو أضربوا عن ذلك إلى بيان إن ما وقع منهم في حقهم كان لزيغ أبصارهم وكلال أفهامهم عن إدراك أنهم على الحق بسبب رثاثة حالهم، وقرأ عبد الله.
وأصحابه.
ومجاهد.
والضحاك وأبو جعفر.
وشيبة.
والأعرج.
ونافع.
وحمزة.
والكسائي ﴿ سِخْرِيّاً ﴾ بضم السين ومعناه على ما في "البحر" من السخرة والاستخدام، ومعنى سخرياً بالكسر على المشهور من السخر وهو الهزء وهو معنى ما حكى عن أبي عمرو قال : ما كان من مثل العبودية فسخري بالضم وما كان من مثل الهزء فسخري بالكسر، وقيل : هو بالكسر من التسخير.
﴿ إِنَّ ذلك ﴾ أي الذي حكى عنهم ﴿ لَحَقُّ ﴾ لا بد أن يتكلموا به فالمراد من حقيته تحققه في المستقبل.
وقوله تعالى :﴿ تَخَاصُمُ أَهْلِ النار ﴾ خبر مبتدأ محذوف أي هو تخاصم، والجملة بيان لذلك، وفي الإبهام أولاً والتبيين ثانياً مزيد تقرير له، وقال ابن عطية : بدل من حق والمبدل منه ليس في حكم السقوط حقيقة، وقيل بدل من محل اسم إن، والمراد بالتخاصم التقاول، وجوز إرادة ظاهره فإن قول الرؤساء ﴿ لا مرحباً بهم ﴾ [ ص : ٥٩ ] وقول الأتباع ﴿ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ ﴾ [ ص : ٦٠ ] من باب الخصومة فسمي التفاوض كله تخاصماً لاشتماله عليه، قيل وهذا ظاهر أن التقاول بين المتبوعين والأتباع أما لو جعل الكل من كلام الخزنة فلا، ولو جعل ﴿ لاَ مَرْحَباً ﴾ من كلام الرؤساء و﴿ هذا فَوْجٌ ﴾ من كلام الخزنة فيصح أن يجعل تخاصماً مجازاً.
وقرأ ابن أبي عبلة ﴿ تَخَاصُمُ ﴾ بالنصب فهو بدل من ذلك.
وقال الزمخشري : صفة له، وتعقب بأن وصف اسم الإشارة وإن جاز أن يكون بغير المشتق إلا أنه يلزم أن يكون معرفاً بأل كما ذكره في المفصل من غير نقل خلاف فيه فبينه وبين ما يستدعيه القول بالوصفية تناقض مع ما في ذلك من الفصل الممتنع أو القبيح.