وقرأ نافع وحده :" إنا أخلصناهم بخالصةِ ذكرى الدار " على إضافة " خالصةِ " إلى ﴿ ذكرى ﴾، وهي قراءة أبي جعفر والأعرج وشيبة. وقرأ الباقون والناس :" بخالصةٍ ذكر الدار " على تنوين " خالصة "، وقرأ الأعمش :" بخالصتهم ذكر الدار "، وهي قراءة طلحة.
وقوله :﴿ بخالصة ﴾ يحتمل أن يكون خالصة اسم فاعل كأنه عبر بها عن مزية أو رتبة، فأما من أضافها إلى " ذكرى "، ف ﴿ ذكرى ﴾ مخفوض بالإضافة، ومن نون " خالصةٍ "، ف ﴿ ذكرى ﴾ بدل من " خالصة "، ويحتمل قوله :﴿ بخالصة ﴾ أن يكون " خالصة " مصدراً كالعاقبة وخائنة الأعين وغير ذلك، ف ﴿ ذكرى ﴾ على هذا ما أن يكون في موضع نصب بالمصدر على تقدير :﴿ إنا أخلصناهم ﴾ بأن أخلصنا لهم ذكرى الدار، ويكون " خالصة " مصدراً من أخلص على حذف الزوائد، وإما أن يكون ﴿ ذكرى ﴾ في موضع رفع بالمصدر على تقدير ﴿ إنا أخلصناهم ﴾ بأن خلصت لهم ذكرى الدار، وتكون " خالصة " من خلص.