﴿ إِنَّ هَذَا ﴾ أي ما ذُكر من أنواعِ النِّعم والكَرَاماتِ ﴿ لَرِزْقُنَا ﴾ أعطيناكموه ﴿ مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴾ انقطاعٍ أبداً ﴿ هذا ﴾ أي الأمرُ هذا أو هذا كما ذُكر أو هذا ذِكر وقوله تعالى ﴿ وَإِنَّ للطاغين لَشَرَّ ﴾ شروعٌ في بيان أضَّدادِ الفريق السَّابقِ ﴿ جَهَنَّمَ ﴾ إعرابُه كما سلف ﴿ يَصْلَوْنَهَا ﴾ أي يدخلُونها، حالٌ من جهنَّمَ. ﴿ فَبِئْسَ المهاد ﴾ وهو المهدُ والمفرشُ مستعار من فراشِ النَّائمِ، والمخصوص بالذمِّ محذوف وهو جهنَّم لقوله تعالى :﴿ لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ ﴾ ﴿ هذا فَلْيَذُوقُوهُ ﴾ أي ليذوقُوا هذا فليذوقُوه كقوله تعالى :﴿ وإياى فارهبون ﴾ أو العذابُ هذا فليذوقوه أو هذا مبتدأٌ خبرُه ﴿ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾ وما بينهما اعتراضٌ وهو على الأولين خبرُ مبتدأٍ محذوف أي هو حميم. والغسَّاقُ ما يغسِق من صديدِ أهلِ النَّارِ، من غسَقتِ العينُ إذا سال دمعُها وقيل : الحميمُ يحرقُ بحرِّه والغسَّاقُ يحرقُ ببردِه. وقيل لو قَطرت منه قطرةٌ في المشرقِ لنتَّنتْ أهلَ المغربِ، ولو قَطرت قطرةٌ في المغرب لنتنت أهلَ المشرقِ. وقيل : الغسَّاقُ عذابٌ لا يعلمه إلاَّ الله تعالى. وقُرىء بتخفيفِ السِّينِ ﴿ وَءاخَرُ مِن شَكْلِهِ ﴾ أي ومذوقٌ آخرُ أو عذابٌ آخرُ من مثل هذا المذوقِ أو العذابِ في الشِّدَّةِ والفظاعةِ. وقُرىء وأُخَرُ أي ومذوقاتٌ أخَرُ أو أنواع عذابٍ أُخر. وتوحيدُ ضميرِ شكله بتأويلِ ما ذُكر أو الشَّرابُ الشَّاملُ للحميمِ. والغسَّاقِ أو هو راجعٌ إلى الغسَّاقِ ﴿ أزواج ﴾ أي أجناس وهو خبر لآخر يجوز أن يكون ضروباً، أو صفةٌ له أو للثلاثة أو مرتفعٌ بالجار والخبرُ محذوفٌ مثلُ لهم.


الصفحة التالية
Icon