﴿ هَذَا ذِكْرٌ ﴾ أي : شرف لهم. والذكر : يتجوز به عنه. قال الشهاب : لأن الشرف يلزمه الشهرة، والذكر بين الناس، فتجوز به عنه بعلاقة اللزوم. فيكون المعنى : أي : في ذكر قصصهم وتنويه الله بهم شرف لهم. واختار الزمخشري أن المعنى : هذا نوع من الذكر وهو القرآن ؛ أي : فالتنوين للتنويع. والمراد بالذكر القرآن. فذكره إنما هو للانتقال من نوع الكلام إلى آخر.
قال الزمخشري : لما أجرى ذكر الأنبياء وأتمه، وهو باب من أبواب التنزيل، ونوع من أنواعه، وأراد أن يذكر على عقبه باباً آخر، وهو ذكر الجنة وأهلها، قال :﴿ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ ﴾ أي : إقامة وخلود :﴿ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴾ أي : متى جاءوها يرونها في انتظارهم.
﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا ﴾ أي : على الأرائك :﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴾ أي : مهما طلبوا وجدوا، وأحضر كما أرادوا.
﴿ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ﴾ أي : لا ينظرن إلى غير أزواجهن، أو يمنعهن طرف الأزواج أن تنظر للغير، لشدة الحسن. وهو أبلغ. أو بمعنى حور الطرف جمع أحور، والثوب المقصور يشبه بالحواري في بياضه ونصاعته :﴿ أَتْرَابٌ ﴾ أي : متساوية في السن والرتب، لا عجوز بينهن، جمع ترب، بكسر فسكون، وهو من يولد معه في وقت واحد، كأنهما وقعا على التراب في زمان واحد. فـ : ترب فعل بمعنى مفاعل ومتارب. وكمثل بمعنى، مماثل.