ثم أمر تعالى نبيه أن يخبرهم بأنه ليس بسائل أجر ولا مال، وأنه ليس ممن يتكلف ما لم يجعل إليه ولا يتحلى بغير ما هو فيه. وقال الحسين بن الفضل : هذه الآية ناسخة لقوله :﴿ قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ﴾ [ الشورى : ٢٣ ] وقال الزبير بن العوام : نادى منادي النبي ﷺ، اللهم اغفر للذين لا يدعون ولا يتكلفون، ألا إني بريء من التكلف، وصالحو أمتي، وقوله تعالى :﴿ إن هو ﴾ يريد به القرآن. و: ﴿ ذكر ﴾ بمعنى : تذكرة، ثم توعدهم بقوله :﴿ ولتعلمن نبأه بعد حين ﴾ وهذا على حذف تقديره : لتعلمن صدق نبإه بعد حين في توعدكم واختلف الناس في معنى قوله :﴿ بعد حين ﴾ إلى أي وقت اشار، لأن الحين في اللغة يقع على القليل والكثير من الوقت، فقال ابن زيد : أشار إلى يوم القيامة. وقال قتادة والحسن في اللغة أشار إلى الآجال التي لهم، لأن كل واحد منهم يعرف الحقائق بعد موته. وقال السدي : أشار إلى يوم بدر، لأنه يوم عرف الكفار فيه صدق وعيد القرآن لهم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon