يقول اللّه تعالى له لا يتمنوا لك يا حبيبي الموت فكلهم ميت ولا شماتة في الموت لأنهم مثلك يموتون كما تموت ولا سواء لأنك تلاقي ربك في جنته وهم يلاقون العذاب بناره والميت بالتشديد والتخفيف من حل به الموت وأنشد أبو عمرو :
تسألني تفسير ميت وميّت فدونك قد فسرت إن كنت تعقل
فمن كان ذا روح فذلك ميّت وما الميت إلا من إلى القبر يحمل
راجع الآية ٩ من سورة فاطر في ج ١ لتستوفي هذا البحث، قال تعالى
"ثُمَّ إِنَّكُمْ" أيها الناس بركم وفاجركم "يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ٣١"
مطلب الخصومة يوم القيامة وضمير صدق به ومراتب التقوى :
لما نزلت هذه الآية قال الزبير يا رسول اللّه أتكرر علينا الخصومة بعد الذي كان منا في الدنيا ؟ قال نعم، فقال إن الأمر إذا لشديد.
رواه عبد اللّه بن الزبير وأخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال : كنا نقول ربنا واحد وديننا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد فما هذه الخصومة ؟ فلما كان يوم حنين وشد بعضنا على بعض بالسيوف قلنا نعم هو هذا.
وعن إبراهيم قال لما نزلت هذه الآية قالوا كيف نختصم ونحن اخوان فلما قتل عثمان قالوا هذه خصومتنا.
وقال ابن عمر : كنا نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين وقلنا كيف نختصم وديننا واحد وكتابنا واحد حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف فعرفت بأنها فينا نزلت.
وروى البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال :
من كانت عنده مظلمة لأخيه عن عرض أو مال فليتحلله اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه.
وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم