كما وعدني به، عليه وحده توكلت و"عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ٣٨" لا على غيره فقد خاب وخسر من توكل على غيره، ثم أشار إلى تهديدهم فقال "قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ" حالتكم التي تتمكنون عليها من عدواني وتكذبي والمكانة بمعنى المكان واستعيرت عن العين للمعنى كما استعير هنا وحيث للزمان مع أنها للمكان "إِنِّي عامِلٌ" على مكانتي أيضا حذف من الثاني بدلالة الأول كما يحذف أحيانا من الأول بدلالة الثاني راجع الآية ٣٣ من سورة لقمان المارة وان عمله صلّى اللّه عليه وسلم هو دأبه على نصحهم وإرشادهم ليس إلا "فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣٩" غدا إذا لم تؤمنوا وتصدقوا "مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ" في الدنيا "وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ ٤٠" في الآخرة لا يتحول عنه أبدا أنا أم أنتم وقد ختم هذه الآية بالوعيد الشديد كما بدأها بالتهديد بما خبىء لهم من العذاب الأليم وهي قريبة في المعنى من الآيتين ٥٤/ ٥٥ من سورة سبأ المارة وفيها ما فيها فراجعها.
مطلب الروح والنفس ومعنى التوفي والفرق بينه وبين النوم وان لكل واحد نفسين :