أي عقابه ووباله وخسف بهم وبأموالهم راجع الآية ٧٨ من سورة هود المارة من قصة قوم لوط "وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ" قومك يا محمد الذين قالوا مقالتهم تلك "سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا" أيضا إذا أصروا عليها ولم يتوبوا حتى ماتوا، فيحين الأجل المقدر لإنزال العذاب بهم مثلهم "وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ ٥١" لنا ولا يستطيعون الإفلات منا، فلا يفوتهم عذابنا، لأن قدرتنا غير عاجزة عنهم، ولا مهرب هناك.
وهذه الآيات المدنيات الثلاث، قال تعالى "أَ وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ" يضيق على من يشاء بلى إنهم يعلمونه ولكن لا يعرفون حكمته "إِنَّ فِي ذلِكَ" البسط والتقتير لآيات دالات على حكمتنا "لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٥٢" بنا ويعون مرادنا وذلك أن اللّه تعالى يعطي من يشاء لا لكرامته وتقواه وعلمه، ويحرم من يشاء لا لإهانته وعصيانه وجهله، وقيل في المعنى.
كم من أديب فهيم عقله مستكمل العلم مقل عديم
ومن جهول مكثر ماله ذلك تقدير العزيز العليم
فمن علم أن هذا التقسيم جاء من اللّه على وفق الحكمة ومقتضى المصلحة علم فساد قول ابن الراوندي المار ذكره في الآية ٣٦ من سورة سبأ المارة وبطلان قول من قال إن السعد والنحس بسبب النجم الطالع عند ولادة الإنسان السعيد أو المشئوم، لأن الساعة التي ولد فيها السلطان والمثري ولد فيها أناس كثيرون فلم لم يساعدهم الحظ بمقتضى طالعهم كما صار لذينك، وقيل في المعنى :
فلا السعد يقضي به المشتري ولا النحس يقضي علينا زحل
ولكنه حكم رب السماء وقاضي القضاة تعالى وجل