قال أبو سليمان الخطابي ليس فيما يضاف إلى اللّه عز وجل من صفة اليدين شمال لأن الشمال محل النقص والضعف وقد روى كلتا يديه بيمين وليس لها عندنا معنى اليد الجارحة إنما هي صفة جاء بها التوقيف فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيفها، ويصح أن يقال عقيدة : له جل شأنه يد لا كالأيدي ووجه لا كالأوجه وهكذا إجراؤها على حالها دون تأويل أو تفسير، وتنتهي بها إلى حيث انتهى بها كتاب اللّه والأخبار المأثوره الصحيحة في كل آية من آيات الصفات التي ألمعنا إليها قبلا في مواقع كثيرة كالآية ١٥٨ من الأنعام المارة وغيرها ففيها ما تبتغي، ولهذا البحث صلة في الآية ١٠٥ من سورة الأنبياء الآتية.
مطلب ما هو النفخ في الصور ولما ذا وفي الصعق ومن هم الشهداء :
قال تعالى "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ" القرن الذي قدمنا بحثه في الآية ٧٣ من سورة الأنعام بصورة مفصلة فراجعها، والنافخ هو سيدنا إسرافيل عليه السلام "فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ" أي مات خوفا وجزعا من هول الصيحة الأولى "إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ" راجع الآية ٨٧ من سورة النمل المارة في ج ١، تعلم المستثنيين من الموت عند النفخة الأولى.
قال السيد محمد الهاشمي في شرحه شطرنج العارفين للشيخ محي الدين العربي قدس اللّه سره : إن المستثنين سبع ١ الجنة ٢ والنار ٣ والعرش ٤ والكرسي ٥ واللوح ٦ والقلم ٧ والأرواح، واللّه أعلم بذلك.
وإذ كان بين النفختين مدة لا يعلم حقيقتها إلا اللّه جاء العطف في الآخرة