قوله تعالى ﴿ بمفازتهم ﴾ يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكر في نظائره من العلل ما يغني عن إعادته
قوله تعالى ﴿ يا عبادي الذين أسرفوا ﴾ يقرأبحذف الياء وإثباتها فالحجة لمن حذف أنه استعمل الحذف في النداء لكثرة دوره في الكلام والحجة لمن أثبت أنه اتى به على الأصل وقيل هذه أرجى آية في كتاب الله لمن يئس من التوبة وقيل بل قوله ﴿ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ﴾ وقيل بل قول إبراهيم ﴿ ولكن ليطمئن قلبي ﴾
فقيل بتحقيق الإجابة وقيل بل بالعيان لأن المخبر ليس كالمعاين
قوله تعالى ﴿ تأمروني أعبد ﴾ يقرأ بإدغام النون وتشديدها وبالتخفيف وإظهارها وبتحريك الياء وإسكانها وقد تقدم من الأحتجاج في ذلك ما فيه كفاية
قوله تعالى ﴿ فتحت أبوابها ﴾ ﴿ وفتحت أبوابها ﴾ يقرآن بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل لأن كل باب منها فتح ودليله إجماعهم على التشديد في قوله ﴿ وغلقت الأبواب ﴾ ومفتحة لهم الأبواب والحجة لمن خفف أنه دل بذلك على فتحها مرة واحدة فكان التخفيف أولى لأن الفعل لم يتردد ولم يكثر فإن قيل فما وجه دخول الواو في إحداهما دون الآخر فقل فيه غير وجه قال قوم هي زائدة فدخولها وخروجها واحد كما يزاد غيرها من الحروف
وقال آخرون العرب تعد من واحد إلى سبعة وتسميه عشرا ثم يأتون بهذه الواو فيسمونها واو العشر ليدلوا على انقضاء عدد وذلك في مثل قوله تعالى ﴿ التائبون العابدون ﴾ فلما سمي سبعة أتى بعد ذلك بالواو ومثله قوله ﴿ ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ﴾ ومثله قوله تعالى في صفة الجنة ﴿ وفتحت أبوابها ﴾ لأن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة
وقال أبو العباس المبرد إذا وجدت حرفا في كتاب الله عز وجل له معنى حسن لم أجعله ملغى ولكن التقدير حتى إذا جاءوها وصلوا وفتحت لهم أبوابها ومثله ﴿ فلما أسلما وتله للجبين ﴾ معناه والله أعلم أذعن لأمر الله. أ هـ ﴿الحجة فى القراءات السبعة صـ ٣٠٨ ـ ٣١٢﴾


الصفحة التالية
Icon