وقرأ الباقون قضى عليها الموت بنصب القاف والتاء وحجتهم أن الكلام أتى عقيب إخبار الله عن نفسه في قوله الله يتوفى الأنفس فيمسك ويرسل فجرى الفعل بعد ذلك بلفظ ما تقدمه من ذكر الفاعل إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد
وينجي الله ا لذين اتقوا بمفازتهم ٦١
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر بمفازاتهم جماعة مثل مكانتكم و مكاناتكم وقرأ الباقون بمفازتهم واحدة أي بخلاص وهو الاختيار لأنه بمنزلة السعادة والمفازة كما قال بمفازة من العذاب والمفازة مصدر مثل الفوز فإفراد المفازة كإفراد الفوز و وجه الجمع أن المصادر قد تجمع إذا اختلفت أجناسها لأن لكل واحد مفازة غير مفازة الآخر
قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجهلون ٦٤
قرأ نافع قل أفغير الله تأمروني أعبد بالتخفيف أراد تأمرونني فحذف إحدى النونين للتخفيف وينبغي أن تكون النون الثانية محذوفة لأن التكرير بها وقع ولا تحذف الأولى التي هي علامة الرفع وقد حذفوا هذه النون قال الشاعر... قدني من نصر الخبيبين قدي...
فحذف وأثبت وقال قوم بل حذف نون الإعراب كما تحذف الضمة في مثل يأمركم
وقرأ ابن عامر تأمرونني بنونين على الأصل فلم يدغم ولم يحذف وحجته إجماع الجميع على إظهار النون في قوله وكادوا يقتلونني فرد ما اختلف فيه إلى ما أجمع عليه
وقرأ الباقون تأمروني بالتشديد الأصل تأمرونني النون الأولى علامة الرفع والثانية مع الياء في موضع النصب ثم أدغموا الأولى في الثانية فيصير تأمروني
حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها حتى إذا جاءوها وفتحت أوبوابها ٧١ و٧٣
قرأ عاصم وحمزة والكسائي فتحت وفتحت بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد وحجتهم قوله مفتحة لهم الأبواب قال اليزيدي كل ما فتح مرة بعد مرة فهو التفتيح و وجه التخفيف


الصفحة التالية
Icon