هذا الظل يتناسق مع جو السورة، ولون اللمسات التي تأخذ القلب البشري بها. فهي أقرب إلى جو الخشية والخوف والفزع والارتعاش. ومن ثم نجد الحالات التي ترسمها للقلب البشري هي حالات ارتعاشه وانتفاضه وخشيته. نجد هذا في صورة القانت(آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه). وفي صورة الذين يخشون ربهم تقشعر جلودهم لهذا القرآن ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله. كما نجده في التوجيه إلى التقوى والخوف من العذاب، والتخويف منه: (قل: يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم).(قل: إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)..(لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل. ذلك يخوف الله به عباده. يا عباد فاتقون).. ثم نجده في مشاهد القيامة وما فيها من فزع ومن خشية، وما فيها كذلك من إنابة وخشوع.
الدرس الأول: ١ - ٥ إثبات الرسالة والأمر بالعبادة والتوحيد وأدلة على الوحدانية
والسورة تعالج الموضوع الواحد الرئيسي فيها في جولات قصيرة متتابعة ; تكاد كل جولة منها تختم بمشهد من مشاهد القيامة، أو ظل من ظلالها. وسنحاول أن نستعرض هذه الجولات المتتابعة كما وردت في السياق. إذ أنه يصعب تقسيم السورة إلى دروس كبيرة. وكل مجموعة قليلة من آياتها تصلح حلقة تعرض في موضعها. ومجموع هذه الحلقات يتناول حقيقة واحدة. حقيقة التوحيد الكبيرة. أ هـ ﴿الظلال حـ ٥ صـ ٣٠٣٣ ـ ٣٠٣٥﴾