و ﴿عن ذكر الله﴾ كلّ صَواب. تقول: اتّخمتُ منْ طعَامٍ أكلته وعن طَعَام أكلته، سَوَاءً فى المعْنى. وكأنّ قوله: قسَت مِنْ ذكره أنهم جَعَلوه كذِباً فأقسى قلوبهم: زادهَا قَسْوَة. وكأن مَن قال: قست عنه يريد: أعرضت عنه.
﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾
وقوله: ﴿كِتَاباً مُّتَشَابِهاً...﴾
أى غير مختلف لا ينقض بعضه بعضاً.
وقوله ﴿مَّثَانِيَ﴾ أى مكرّراً يكرّر فيه ذكر الثواب والعقاب.
وقوله: ﴿تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾: تقشعرّ خوفاً من آية العذاب إِذا نزلت ﴿ثُمَّ تَلِينُ﴾ عند نزل آية رَحمة.
﴿ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾
وقوله: ﴿أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...﴾.
يقال: إن الكافر تنطلق به الخَزَنة إلى النار مغلولاً، فيُقذَف به فى النارِ، فلا يتّقيها إلاّ بوجهه وَجَوابه من المضمر الذى ذكرتُ لك.
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾
وقوله: ﴿فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ...﴾
مختلفون. هَذَا مَثَل ضربه الله للكافر والمؤمن. فجعلَ الذى فيه شركاء الذى يَعبد الآلهةَ المختلفة.