﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
وقوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مِوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا...﴾
وَالمعنى فيه يتوفّى الأنفس حينَ موتها، ويتوفّى التى لم تمت فى منامها عند انقضاء أجلها. ويقال: إن توفِّيهَا نومُها. وهو أحبّ الوجهين إلىَّ لقوله ﴿فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾.
ولقوله: ﴿وَهُوَ الذِى يَتَوَفَّاكُمْ بالليلِ﴾ وتقرأ ﴿ قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾ ﴿وقُضِى عَليها الموتُ﴾.
﴿ فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾
وقوله: ﴿بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ...﴾
خرجَت (هى) بالتأنيث لتأنيث الفتنة. ولو قيل: بل هو فتنة لكان صَوَاباً ؛ كما قَالَ ﴿هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّى﴾ ومثله كثير فى القرآن. وكذلك قوله: ﴿قَدْ قَالَهَا الذينَ منْ قَبْلِهِم﴾ أنثت إرادة الكلمة ولو قيل: قد قَاله الذين منْ قبلهم كان صَوَابا. ومثله فى الكلام أن تقول: قد فعَلتهَا وفعَلتَ ذاك: ومثله. قوله: ﴿وَفَعَلْتَ فَعْلتك التى فعَلْتَ﴾ يجوز مكانها لو أتى: وفعَلت فِعلكَ.
﴿ قُلْ ياعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً...﴾


الصفحة التالية
Icon