" فصل فى مقصود السورة الكريمة "
قال البقاعى :
سورة الزمر
مقصودها الدلالة على أنه سبحانه وتعالى صادق الوعد، ، أنه غالب لكل شيء، فلا يعجل لأنه لا يفوته شيء، ويضع الأشياء في أوفق محالها يعرف ذلك أولو الألباب المميزون بين القشر واللباب، وعلى ذلك دلت تسميتها الزمر لأنها إشارة إلى أنه أنزل كلا من المحشورين داره المعدة له بعد الإعذار في الإنذار، والحكم بينهم بما استحقته أعمالهم، عدلا منه سبحانه في أهل النار، وفضلا على المتقين الأبرار، وكذا تسميتها ) تنزيل ( لمن تأمل آيتها، وحقق عبارتها وإشارتها، وكذا ) الغرف (، لأنها إشارة إلى حكمه سبحانه في الفريقين أهل الظلل النارية والغرف النورية، تسمية للشيء بأشرف جزئيه، فالقول فيها كالقول في الزمر سواء، ويزيد أهل الغرف ختام آيتهم ( وعد الله لا يخلف الله الميعاد ). أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٤١٢﴾


الصفحة التالية
Icon