قال تعالى "إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ" بقوله إن الأصنام تشفع له أو تقربه من اللّه لأنه كذب محض ولذلك وصفه بقوله "كَفَّارٌ ٣" كثير الكفر وإنما دحضه بلفظ المبالغة لأنه كفر من وجوه : جحود وحدانية اللّه واثبات الشريك له واتخاذه ربا دونه، ومن كان هذا شأنه فالهداية لا تناله لأنه غير قابل لها واللّه تعالى لا يفيض القوابل إلا بحسب القابليات كما يشير إليه قوله عز قوله (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ) الآية ٥٠ من سورة طه في ج ١ وقوله (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) الآية ٨٤ من سورة الإسراء ج ١ أيضا وقولهَ ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
الآية ٣٣ من سورة النحل
الآتية لسيىء استعداده على قبول الضلال وعدم استعداده لقبول الهدى ختم عليه بذلك لأنه خلقه كذلك.
قال تعالى (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) الآية ٧ من الشورى الآتية وهذا من الأزل، لأنه حينما خلق الخلق قال هؤلاء إلى الجنة وهؤلاء إلى النار، وقال صلّى اللّه عليه وسلم : كل ميسر لما خلق له تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ
فهو الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) الآية ٧ من سورة السجدة الآتية، وهو الذي لا يسأل عما يفعل.